إنه لاشكَّ شيء مفرح أن يُعطينا اللَّه ما نطلب، وأكثر من هذا أن يُعطينا فوق ما نطلب. ولكن أعمق الفرح هو أن يُعطينا اللَّه دون أن نطلب. وهذه عُمق الرعاية الإلهية، التي يهتم فيها اللَّه بخليقته. فيعطيها من فيض محبته، وليس لمُجرَّد الاستجابة لصلواتهم. وهذا الأمر واضح منذ البدء.

بديهي أن اللَّه خلق البشر دون أن يطلبوا. لأنهم لم يكونوا موجودين حتى يطلبوا الوجود. وبنفس جود اللَّه وكرمه خلق جميع الكائنات الأخرى العاقلة والجامدة، التي لها حياة والتي ليس لها. طبعاً دون أن تطلب. لقد خلقها كلها من العدم، والعدم ليس له كيان لكي يطلب. ونحن كبشر حينما خلقنا اللَّه، وهبنا العقل والضمير دون أن نطلب. وأعطانا السُّلطة على كثير من الكائنات ومن الطبيعة دون أن نطلب. وأبونا آدم وهبه اللَّه حواء دون أن يطلب. كذلك لكي تكون مُعينة له في الأرض.

اِقرأ المزيد: دون أن نطلب

ليس الخاطئ هو الإنسان الذى يسقط فى جميع الخطايا ، وبهذا السقوط الكامل الشامل يهلك.

ولكن تكفى خطية واحدة يكون ساقطاً فيها ، هذه تلوث نفسه ، وتكون سبباً لهلاكه خطية يحبها

تمثل نقطة الضعف فيه . وتكون خطيته المحبوبة هذه هى العائق بينه وبين الله .

إن انتصر على هذه الخطية بالذات صار منتصراً فى حياته الروحيه ،

وإن انهزم فيها فلا منفعة لكل انتصارته على باقى الخطايا الأخرى .

اِقرأ المزيد: اهرب من خطاياك المحبوبة

لقد اهتم الله بالكل، وبخاصة أولئك الذين لم يكن أحد يهتم بهم. فأولاهم حبًا كانوا في مسيس الحاجة إليه. ومنح حبه للمظلومين والمقهورين، وقال للتعابى:

(تعالوا إلي جميع المتعبين والثقيلي الحمال، وأنا أريحكم) (مت11:28).

وكانت هذه النقطة هي من أبرز خواص رسالة السيد المسيح له المجد. وقال في ذلك (روح السيد الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب منكسري القلب. لأنادي للمسببين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق.. لأعزي جميع النائحين.. لأعطيهم جمالًا عوضًا عن الرماد، ودهن فرح عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة) (أش61:1-3).

نعم، إنه رجاء لمن ليس له رجاء..

اِقرأ المزيد: اهتمام الله بالمحتاجين إلي الحب

1- صراحة : أنت ترى أن تكون صريحاً في الدفاع عن الحق.. ولكن صراحتك كثيراً ما تجرح الناس فيستاؤون ويأخذون منك موقفاً،

راجع نفسك كم شخصاً استخدمت معه هذا الأسلوب الجارح فخسرت كثيراً بلا داع ولم تربح نفوسهم إلى الله.

اِقرأ المزيد: كل جليات له داود

 وقف شيطان المشغولية وقال:

أنا يا سيدي الزعيم، بالمشغوليات جعلت الناس يبعدون عن محبة الله بمحبة العالم، وعن الاهتمام بما يسمونه "بناء الملكوت على الأرض"، لكي ينشغلوا بأمور هذا العالم الذي يقولون "إنه يبيد وشهوته معه" (20). فهناك من جعلته مشغولا بوظيفته أو ببيته وأسرته، أو مشغولًا باللهو أو الجنس، أو مشغولا بالمال.. وأين الله؟! لا يوجد في اهتمامهم. حتى العابدون انشغلوا ببيت الرب، وتركوا رب البيت.. حتى الرهبان.

اِقرأ المزيد: شيطان المشغولية
  • Recommend