مقالات قداسه البابا شنودة الثالث

اهرب من خطاياك المحبوبة

ليس الخاطئ هو الإنسان الذى يسقط فى جميع الخطايا ، وبهذا السقوط الكامل الشامل يهلك.

ولكن تكفى خطية واحدة يكون ساقطاً فيها ، هذه تلوث نفسه ، وتكون سبباً لهلاكه خطية يحبها

تمثل نقطة الضعف فيه . وتكون خطيته المحبوبة هذه هى العائق بينه وبين الله .

إن انتصر على هذه الخطية بالذات صار منتصراً فى حياته الروحيه ،

وإن انهزم فيها فلا منفعة لكل انتصارته على باقى الخطايا الأخرى .

ليس الخاطئ هو الإنسان الذى يسقط فى جميع الخطايا ، وبهذا السقوط الكامل الشامل يهلك.

ولكن تكفى خطية واحدة يكون ساقطاً فيها ، هذه تلوث نفسه ، وتكون سبباً لهلاكه خطية يحبها

تمثل نقطة الضعف فيه . وتكون خطيته المحبوبة هذه هى العائق بينه وبين الله .

إن انتصر على هذه الخطية بالذات صار منتصراً فى حياته الروحيه ،

وإن انهزم فيها فلا منفعة لكل انتصارته على باقى الخطايا الأخرى .

هذه الخطية تمثل مدخل للشيطان الى قلبه وإرادته ، وينبغى أن ينتصر فى هذا الميدان

بالذات الذى هزمه فيه العدو ، وغالباً ماتكون نقطة للضعف هذه هى النقطة المتكررة

فى كل إعترافاته،كلما ذهب ليعترف بخطاياه.

نقطة الضعف هذه تذكرنا // بثقب واحد فى السفينة مهما كانت السفينة هائلة ورائعة،

ولكن هذا الثقب الواحد يكون سبباً فى غرقها .

كذلك // بقعة واحدة فى ثوب تكون كافية لتوسيخه مهما كان جميلاً ونظيفاً فى باقى أجزائه.

يذكرنا هذا بقول الكتاب :" من حفظ كل الناموس ، وانما عثر فى واحدة فقد صار مجرماً فى الكل"

(يعقوب 25:10)

فما معنى هذه العبارة من قول الرسول؟ وكيف نفهمها ؟

تفهمها بسؤال واحد تحتاج ان تجيب عليه وهو:" هل انت تحب الله؟"

بحيث لايوجد شئ يبعدك عنه ؟ فإن وجد شئ أى شئ يكون هو المشكلة فى حياتك،

وهو نقطة الضعف فيك. أو هو خطيتك المحبوبة التى تنافس الله فى قلبك .

إن الله يقول " ياإبنى أعطنى قلبك " فلو كان قلبك فى جهة اخرى بعيداً عنه تكون هذه الجهة

هى العائق الوحيد الذى يعوقك عن الصلة بالله.

كثيرين يعزون أنفسهم بأعمال بر لهم ، يتذكرونها لتغطى هذه الخطية ولكن الله لايقبل هذه التغطيات.

فالخطية لا تمحى بأعمال بر أخرى ، وإنما بالتوبة .

لذلك لاتضل الطريق ، فحيثما توجد خطيتك حاربها وقاومها، ولا تقل سأصوم يومين ،

او سأعطى أموالى للفقراء ، كل هذه لايقبل منك إن كنت لاتزال مستبقياً الخطية فى قلبك ،

إنما واجه حقيقة نفسك فى صراحة . وأستفد دروساً لحياتك من قصص الكتاب :-

+ كان إبراهيم أبو الأباء كاملاً فى كل شئ وباراً ولكن وجدت نقطة ضعف فيه وهى الخوف

وبالخوف وقع فى خطايا.

+ وكان بطرس تلميذ الرب قديساً عظيماً وكانت فيه نقطة الضعف وهى الإندفاع.

+ خطية الجسد التى ضيعت قايين ، وخطية الكبرياء وحدها أسقطت كثيرين،

+ وكذلك خطية الزنا.

+ وربما إنسان تكون فيه فضائل كثيرة ولكن يسقط لعدم ضبط لسانه حسب قول الكتاب:

" بكلامك تبرر ، وبكلامك تدان".

فى توبتك، ركز على هذه النقطة بكل جهادك، وكل صلواتك ، وكل ما تأخذه من معونة النعمة

فإن انتصرت عليها يخاف الشيطان من محاربتك فيما بعد، وبتركك هذه الخطية المحبوبة ليك .

تعبر عن أن محبتك لله هى تقود حياتك وليس حبك لشهواتك.

أحذر من أن تحتفظ بهذه الخطية المحبوبة وتقول للرب :-

" احبك يارب من كل قلبى " لكن أترك لى هذه النقطة وحدها ، نقول لك هذا مايدل على أنك لا تحب الله من كل قلبك .

إذا يوجد له منافس فى قلبك هى هذه الخطية بالذات وأنت تحبها أكثر مما تحب الله.

وكأن الله يقول لك :- قد وضح لك الآن الميدان الحقيقى الذى ينبغى لك أن تحارب فيه

وهو هذه النقطة بالذات لاتضع لنفسك برنامجاً روحياً طويلاً تسير فيه .

إنما ركز فى الميدان الأساسى سواء بالهروب أو بالحروب خذ فى جهادك درساً من داود النبى:

لاتقل انا انتصرت على جليات الجبار وهزمته وانتصرت على الدب والأسد وأنتزعت منها الفريسة

وأنتصرت فى مطاردة شاول لى .

... لاتقل هذا ، إنما قل : ميدان حربى هى بتشبع وهناك يجب أن انتصر

وليكن الرب معك .

  • Recommend